يوم في الأوستوديو قصة مشوقة


 يوم في الأستوديو

وزَّع الشئ بمعنى فرَّقه بحصص متساوية, قمتٌ بتوزيع الحلوى على الأطفال أي أعطيت لكل واحد حصته, بالمناسبة من الجيد أن تُعامل الأطفال معاملة حسنة ذلك من حُسن أخلاقك عزيزي.

لدي مشروع أغنية ولدي ألحان ولدي كلمات الأغنية وأنا مهندس صوت كما أني أيضا عازف فيمكنني أن أقوم بتوزيع أغنية كيفما كانت, ومادا سأفرق على الألات ههههههه إن كان التوزيع هو أن تفرق الشئ بحصص متساوية.

ربما سأستعين ببعض العازفين لمساعدتي, طبعا سيتقاضا كل عازف أجره , ثم إتصلت بعازف جيتار كلاسيك وأتصلت بعازف الة العود وعازف ألة الأورغ الدي هو أنا هههه إتصلت بنفسي, تم إجتمعنا وأسمعتهم اللحن والكلمات فبدأنا ننقاش المشروع وكانت معضم الأفكار جيدة ودونت جميع النقاط ثم فلترتها إلى أن توصلت إلى أفكار جميلة وقيمة عن طريقة توزيع الأغنية, كما أن صاحب المشروع ليس مستعجلا فهدا سيجعلني طبعا أبدل كل ما لدي من مهارات كي تصبح الأغنية إحترافية بدون أخطاء.

حجزت موعدا مع العازفين البارعين, طبعا فأنا لا أتعامل إلا مع البارعين المحترفين ثم عقدنا موعدا للتسجيل .فبعد ثلاتة ايام سنسجل الأغنية, هدا يعني أنه يجب علي أن أقوم بتوزيع الألات في أماكنها بإحترافية فهدا هو التوزيع الموسيقي, دخلت إلى الأوستوديو بعد تناول وجبة العشاء بدون أن أستشير زوجتي لاني أصلا عازب ولا زوجة لي حاليا, قمت بتخفيف الأضواء وفتحت برنامج الكيوبيز9, عملاق الهندسة الصوتية وشرعت في التوزيع وأستعملت ألات إفتراضية حتى حين التسجيل بالات حقيقية, وأنهمكت في المشروع . 

ألة العود ستكون جميلة إدا وضعتها في هدا المكان, ثم تجاوبها ألة الجيتار كلاسيك هنا, يجب أن يكون صوت البيانو منخقض’ ثم هنا أقوم بكتم صوت الصولو للعود كي أستعمل الناي على مقام الحجاز وفي نفس اللحضة أقوم بأيقاف جميع الكيت وأترك صوت الناي مع كيت خفيف البندير, وأدوِّن كل عملية في دفتري الذهبي كي لا أنسى, ثم نضرت إلى الساعة فعلمت أني جلست على الكرسي لمدة ساعتين ونصف قمت بحفض المشروع وأغلفت جهاز الكمبيوتر, وقمت مباشرة لشرب كوب من ماء, وبعد خطوتين أحسست بأن شيئا شدني في أعلى رأسي ومنعني من التقدم فكدت أن أجُر وأُسقط كل ما على مكتبي’  أنها السماعات نسيتها فوق رأسي نزعتها وعلمت أن علي أن أرتاح فعلا.😁😁😁

اليوم الثاني, قبل موعد التسجيل. كما العادة, ربما أتفقد المشروع بعد وجبة الغداء وأقوم ببعض التعديلات البسيطة فقط فأترك العمل الشاق ليلا, 

كل شيء مدوَّن في دفتري وهو أصل العمل, ولا يمكن أن أغيره لأن إدا غيرت شيئا أكيد أني سأستغرق وقت أكبر مرة أخرى فاحاول فقط أن أغير القليل, وأترك الاصل كما هو. كأن أغير مكان الألة هل تكون على اليمين أم على اليسار.

أتناول العشاء وأنا أفكر في المزيد من الأفكار والإبداع للمشروع, جلست كالعادة... تقليل أضواء الأستوديو.. فتح برنامج الهندسة الصوتية الكيوبيز النسخة تسعة, فتحت دفتري ووجدت أخر جملة كتبتها هي الصولو بصوت الة الساكس تينور كما يجب أن يكون على مقام الكرد درجة A أو اللا La. وبدأت أتمرن على الصولو وإخترت صوت الساكس من الة الكونتاكت’ مكتبة الساكس تينور’ وهي بجودة عالية ثم أطفأت جميل الاضواء وأوقدت شميعات, وكان الجو رمنسي وتذكرت بعض الذكريات ونقرت على زر التسجيل, وبدأت بالعزف وأكترت من الريفورب وكان الصوت رائع ,وانغمست وسافرت.. . وحلمت.. واستشعرت.. وتذكرت ..كل هدا حدث في ثواني فقط, وأوقفت التسجيل ولما أستمعت لما سجلت أنصدمت وقلت في نفسي هل أنا فعلا من قام بعزف هدا المقطع.

التوزيع الموسيقي يتطلب أن تكون إنسان متميزا ومتحكما في أحاسيسة فكيف يمكنك أن تترجم أحاسيسك الى نغمات وكيف لك أن تحرك أصابعك في العزف أنطلاقا من أحساس داخلك, هكدا يكون الفنان والعازف والموزع ومهندس صوت’ فكل هدا يأتي بعد تجارب كثيرة وتوزيعات كثيرة, وسماع كثير للأغاني والحضور في الحفلات, والقيام برحلات إلى الطبيعة, فكل هدا يكون مخزونك وكل هدا يجب عليك أن تتمكن من إستغلاله والتحكم فيه كي يخرج من داخلك عبر أصابعك وأفكارك, فعندما تعشق ما تفعله فاعلم أنك محترف وإن كنت تعاني من عكس هدا بمعنى اخر كل ما تعمله لا يعجبك, هدا لأنك لا تتمم ما تعمله تبدأ بإنشاء أيقاع فسرعان ما تغلق المشروع وتبدأ مشروعا اخر. كل ما عليك عزيزي هوأن تتمم فقط, فالأيقاع كبداية لن ينال أعجابك ,لكن بعد أن تضيف له البيز والمرافقات أو الأكومبانيومو وعزف الصولو, يكون متكاملا وأكيد سينال إعجابك فبعد أن ينال أعجابك, يمكنك مرة اخرى أن تُعدل على الأيقاع, هكدا أنا أفعل عندما أحس بالملل وتأكد ان أي موزع وعازف ومهندس صوت يصل غلى مرحلة عدم الرضى بما يفعله ثم يغير الخطة إلى تعديل أمور أخرى ثم يعود لكي يتمم ما بدأه.

اليوم الثالث, كل شئ في مكانه جميع التوزيعات مظبوطة, كل الألات في مكانها, لم يتبقى سوى تسجيل الألات الحية ووضعها في مكانها كما هو مدون في دفتري بدون الخروج عن ما كتب.

إتصلت بجميع العازفين وقررنا أن نقوم بحصة تدريبية, على الساعة الرابعة, قبل يوم من موعد التسجيل, كما العادة فالمحترف يحترم التوقيت كما أنه يريد دائما كسب المال, ولا يتباخل أبدا في كسب المزيد من المال.قمنا بحصص تدريبية مطولة ومتقنة, ونجحنا في ترتيب جميع الأمور وأنتهينا من التدريب وكل واحد منهم حصل عل نسخة تجريبية من الأغنية كي يستمع لها جيدا ,وكي لا يخطأ أثناء حصة التسجيل.

يوم التسجيل قمت بظبط جميع الإعدادات في الأوستوديو قمت بتنضيف المكان ,رتبت حاملات المايكروفون وأسلاك الألات وكل شئ في مكان, ينقض فقط حضور العازفين. قمت أنا ايضا بتخصيص مكان لي بينهم لاني عضو مهم في عزف مقطع الساكس . ثم قمت بإعداد كوب من الشاي  والقليل من القهوى لأن عازف الة البيز يحب القهوى كما أنه يدخن كثيرا سيجارة كولواز.

فجأة دخل أحد العازفين, إنه عازف الة العود, فهو مرحب به طبعا ما إن جلس وتناول كوب القهوة دخل عازف الجيتار كلاسيك وعازف ألة العود وعازف الايقاع لم يتبقى سوى عازف البيز, بدانا بالدردشة ثم دخل وأعتذر عن التأخر وسببه كان تدخين السيجارة .ثم بعد شرب الشاي شرعنا في التسجيل, إستغرق الامر تلاتة ساعات ولكن كان كل شئ مميز وجميل ثم إنتهينا من التسجيل. ثم إنتقلنا إلى إحدى المقاهي المجاورة ,تناولنا بعض المؤكولات ثم أعطيت كل واحد أجره ثم إفترقنا.

بعد التسجيل قمت بعمل ميكس للمشروع بعد الميكس قمت بعمل الماستيرينغ, وأصبحت الأغنية جاهزة للاداء الصوتي. فحضر المطرب لأداء أغنيته بإحترافية, وقد شكرني على العمل وقد أدى مصاريف المشروع ثم انصرف وانتهت القصة.

هكدا معضم أوقات العمل لكن هناك طرائف تحدث بعض الأحيان سأترك سرد قصصها في مقالة أخرى.

كان معكم هشام .

إرسال تعليق

أحدث أقدم